أحمد جمال الدين اختصاصي اجتماعي، يرى وجود أسباب عديدة تدفع الطلبة نحو الدراسة، ويقع العديد منها على عاتق الأسرة، فهي المحرك الأساسي لتوجيه تفكير الأبناء. وعند الحديث عن الطلبة الذين تركوا الدراسة قبل الحصول على شهادة الثانوية، يتضح أن مبرراتهم هي:
رسوبهم المتكرر وشعورهم بالإحباط وعدم استطاعتهم إكمال المراحل المقبلة، ويرى أن الحلول تتجلى في زيادة الاهتمام من قبل الأسرة، وتقوية المناعة الفكرية عند الطلبة، حتى يصعب على الأصدقاء التأثير عليهم وتغيير مسار تفكيرهم.
المدرسة البداية
وأضاف أن هناك العديد من الإجراءات التي تقوم بها المدرسة إذا اكتشفت ظهور أعراض لترك المدرسة، والتي تتعرف عليها من خلال المتابعة المستمرة، فإذا كثر الغياب وظهرت اللامبالاة، يصبح الطالب أكثر عرضة للتخلي عن الدراسة، فتلجأ المدرسة إلى استدعاء الطالب ومناقشة أسباب ذلك، وإذا لم تكن هناك استجابة واضحة وتغيير في مسار فكر الطالب، يتم استدعاء ولي الأمر وبحث الأسباب.
كما تبذل المدرسة مجهوداً للتعرف على أصدقاء الطالب، وتفعيل دورهم في التأثير عليه وتوضيح السلبيات التي سيتكبدها نتيجة تخليه عن الدراسة، ومحاورته في الجانب الذي يبرره لترك الدراسة، وعلى سبيل المثال إذا ترك الطالب الدراسة من أجل الحصول على الوظيفة وتحسين أوضاعه المادية، يكون إقناعه بأنه بعد أن ينتهي من الدراسة، سيحصل على وظيفة أفضل وبمميزات مادية ومعنوية أشمل.
تشويق ومتابعة
وأضاف جمال عبيد وكيل مدرسة، أن التسرب المدرسي مشكلة لها أطراف عديدة، فإلى جانب دور الأسرة، يتحمل المعلمون دوراً مهماً في تحفيز الطالب وترغيبه بالتعليم، من خلال استخدام الأساليب التشويقية وعناصر الجذب في البيئة الدراسية، فالمشكلة هي في الأساس عدم الرغبة في الدراسة، لذلك يجد المتتبع لمسيرة التربية والتعليم أنها قطعت أشواطاً كبيرة في استخدام عناصر تفاعلية ومناهج جديدة، وأنشطة تعزز من إقبال الطلبة تجاه الدراسة، مشيراً إلى أن نسبة التسرب المدرسي قد انخفضت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.
المتابعة المستمرة
وأضاف أن المتابعة المستمرة من قبل ولي الأمر وتشجيع الابن على الدراسة، يساهمان في التغلب على الكثير من المشكلات، لأن ذلك يبقي ولي الأمر قريباً من تفكير الابن، فيسهل عليه استئصال أي أفكار تغزو عقله في أي مرحلة، كما يجب على المدارس أن توفر الندوات التوعوية والتثقيفية حول الأضرار والسلبيات التي سيتجرعها الطالب نتيجة تخليه عن الدراسة. وأكد أن تعاون ولي الأمر مع إدارة المدرسة، يساهم في تطوير تفكير الطالب والارتقاء به.
مشيراً إلى أن ظاهرة التسرب الدراسي على قلة انتشارها، إلا أنها تؤثر سلباً على المجتمع والأفراد في المستقبل من حيث الفراغ الفكري الذي سيعاني منه هؤلاء الأشخاص، بالإضافة إلى ظهور أفراد غير قادرين على تحمل مسؤولية بناء أسرة ومتابعة شؤون الأبناء، كذلك يفرض عليهم واقعهم العمل في وظائف دنيوية لا تتناسب مع احتياجاتهم، خلافاً لما سيحصلون عليه لو أكملوا مراحلهم الدراسية، التي ستساهم في اكتشاف مواهبهم ومهاراتهم التي من الممكن أن تجعل منهم شخصيات قيادية لها وقع وتأثير في المجتمع.